واحد؟ قال: لا بأس، قلت: فان من قبلنا يقولون: ذلك شرب الهيم، فقال: إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه (1).
12 - ومنه: عن أبيه عن الحميري عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل يشرب فلا يقطع حتى يروي، فقال: وهل اللذة إلا ذاك؟ قلت: فإنهم يقولون إنه شرب الهيم، فقال:
كذبوا إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه (2).
13 - ومنه: عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره أن يشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال الرمل، وفي حديث آخر هي الإبل.
قال الصدوق رحمه الله: سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله يقول: سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول: كلما في كتاب الحلبي " وفي حديث آخر " فذلك قول محمد بن أبي عمير رحمه الله (3).
تبيين: قال الله تعالى: " ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم " قال البيضاوي: شرب الهيم أي الإبل التي لها الهيام، وهو داء يشبه الاستسقاء جمع أهيم وهيماء وقيل: الرمال على أنه جمع هيام بالفتح، وهو الرمل الذي لا يتماسك جمع على هيم كسحب ثم خفف وفعل به ما فعل بجمع أبيض انتهى.
وقال الجوهري: وقوله تعالى: " فشاربون شرب الهيم " هي الإبل العطاش، ويقال:
الرمل حكاه الأخفش انتهى.
وأقول: الاخبار مختلفة في الشرب بنفس واحد أو أكثر، واستحب الأصحاب الشرب بثلاثة أنفاس، وحملوا الأقل على الجواز، وربما يحمل النفس الواحد على