الفصل التاسع والمائة: وتذكر يا ولدي محمد ذكرك الله بحرمته وجلاله وهيبته وإقباله أنك مجتمع من الجواهر والاعراض ما لا يقدر غيره أبدا أن يمسك منك ذرة مع ذرة وأنه ماسكك وماسك ما أنت عليه وفيه من السماوات والأرض إمساكا هائلا بالقدرة فلو رفع يد إمساكه سقطت السماوات وخسفت الأرضون وخشعت الأصوات وهلك العالمون فالله الله يا ولدي في معرفة حق إمساكه ورحمته ونعمته وما لا يحصيه من حقوق العارفون والمكاشفون.
الفصل العاشر والمائة: ثم تذكر يا ولدي محمد ذكرك الله جل جلاله بما يغني عن ذكرك وتذكرك من ولاية تدبيره لتذكيرك أنه جل جلاله أشفق عليك، أن لا يخلقك من مارج من نار فكان لعل يجري لك ما جرى لإبليس من التكبر والاستكبار، ولا خلقك من أنوار فلعل كان يجري لك أكثر من ذلك الاخطار، ورتب خلقك من تراب يوطأ بالاقدام، ثم من نطفة حكم بنجاستها تأديبا لك من خطر التكبر والاستعظام، ثم من علقة حكم أيضا أنها نجسة في شريعة الاسلام، ثم من مضغة خالية من تمام الجوارح والعلوم والافهام، ثم كيف كمل لك الجوارح التي تحتاج إليها على التمام وجعلها من أصول ضعيفة مبنية على أساس الانهدام، ثم جعلك في بطن أمك وهو حبس محجوب عن الأنام، ثم أول ما غذاك به من الطعام دم الحيض يحكم بنجاسته فيما ارتضاه من الاحكام، ثم جعل مخارج النطفة ومخرجك إلى دنيا كدرة من مجاري البول والدماء النجسة المستقذرة لعل جميع ذلك ليكون عليك أدب العبودية وتسلم من المنازعة والمعارضة للجلالة الإلهية، حتى جعلك لا تزال