الزيدي الحق ورجع عن مذهبه في الحال، وقد اختصرت في المقال.
وحيث نبهتك يا ولدي محمد جملك الله جل جلاله بتمام الأوصاف وكمال الألطاف على معرفة الله جل جلاله ومعرفة جدك محمد صلى الله عليه وآله ومعرفة عترته القائمين مقامه في حفظ تأويل كتاب ربه وحفظ شريعته وحفظ ما يحتاج الاسلام إلى حفظ مقاله وفعاله فها أنا أذكر ما يفتحه الله جل جلاله على سرائري ويجريه على خاطري مذ يبعث إليك العقل رسولا وهاديا إليه ودالا عليه ويشرفك بخدمته وطاعته والحضور بين يديه، فطالع ما قدمته على هذا الفصل قبل تشريفك بخلع العقل ليأتي العقل إلى قلبك وهو صالح بمعرفة ربك ومعرفة نوابه الكاملين الكاشفين لك عن مراده وآدابه.
الفصل الثالث والمائة: فإذا وصلت إلى الوقت الذي يشرفك الله جل جلاله يا ولدي محمد بكمال العقل وهو جل جلاله أهل من استصلاحك لمجالسته ومشافهته ودخول مقدس حضرته لطاعته فليكن ذلك الوقت عندك مؤرخا محفوظا من أفضل أوقات الأعياد وكلما أوصلك عمرك المبارك إليه في سنة من السنين فجدد شكرا وصدقات وخدمات لواهب العقل الدال لك على شرف الدنيا والمعاد.
واعلم أنني أحضرت أختك (شرف الاشراف) قبل بلوغها بقليل وشرحت لها ما أحتمله من حالها من تشريف الله جل جلاله لها بالاذن لها في خدمته جل جلاله بالكثير والقليل وقد ذكرت الحال في كتاب (البهجة لثمرة المهجة).