ثم فضح نفسه وقلدها بعد وفاته ونص بها على عمر بن الخطاب، وما هذه صفة مستقيل منها عند ذوي الألباب.
وأقول: ثم كانت وصيته بالنص على عمر كالطعن على نفسه فيما ادعاه أن جدك محمدا صلى الله عليه وآله اختار لامته ترك النص على أحد عنهم وترك على قولهم مع كماله أمرهم مهملا ليختاروا واحدا منهم أفترى أن أبا بكر كان يعتقد أن رأيه لامة جدك محمد صلى الله عليه وآله أفضل من رأي نبيهم الذي شهد الله جل جلاله في كتابه بالشفقة عليهم أو كان هذا من أبي بكر تكذيبا لنفسه وأن الرئيس لا بد له من نص على من يقوم مقامه أو خاف أنه إن ترك الامر رجع الناس إلى أبيك أمير المؤمنين عليه السلام واعترفوا له بحقه ونص محمد جدك صلوات الله عليه وآله فبادر بالتعيين على عمر ليمنعهم من الرجوع إلى الصراط المستقيم أو كان قصده أن يستر عليه عمر بخلافته بعده ما جرى منه من التدبير السقيم أو كان مكافاة لعمر على مبايعته له يوم السقيفة كما ذكر صاحب كتاب العقد في أخبارهم الطريفة.
وأقول: ثم كان نصه على عمر مع علمه أنه متهم على المسلمين وأنه ما يريد لهم خيرا أبدا بدلالة أنه منع جدك محمدا صلى الله عليه وآله عند وفاته أن يكتب لهم صحيفة لن يضلوا معها إلى يوم الدين، ومع معرفته بقساوة عمر وفظاظته وغلظته وعداوته لبني هاشم ولأبيك أمير المؤمنين عليه السلام من أعظم المصائب على كل من هلك أو ضل أو ليضل عن نبوة جدك محمد سيد المرسلين صلوات الله عليه وعلى عترته الطاهرين.