الاحداث حتى زهق الباطل وكانت كلمة الله هي العليا وإن زعم الكافرون ولقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر نادى: أيها الناس إني والله ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي (ع) ولا أبايعكم حتى يبايع علي ولعلي لا أفعل وإن بايع، ثم ركب دابته وأتى (حوران) وأقام في خان حتى هلك ولم يبايع، وقام فروة بن عمر الأنصاري وكان يقود مع رسول الله صلى الله عليه وآله فرسين ويصرع ألفا ويشتري ثمرا فيتصدق به على المساكين فنادى: يا معشر قريش أخبروني هل فيكم رجل تحل له الخلافة وفيه ما في علي (ع) فقال قيس بن مخزمة الزهري ليس فينا من فيه ما في علي، فقال له صدقت فهل في علي (ع) ما ليس في أحد منكم قال نعم، قال فما يصدكم عنه قال اجتماع الناس على أبي بكر، قال أما والله لئن أصبتم سنتكم لقد أخطأتم سنة نبيكم، ولو جعلتموها في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم فولى أبي بكر فقارب واقتصد فصحبته مناصحا وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهدا حتى إذا احتضر قلت في نفسي ليس يعدل بهذا الامر عني ولولا خاصة بينه وبين عمر أمر كانا رضياه بينهما لظننت أنه لا يعدله عني وقد سمع قول النبي صلى الله عليه وآله لبريدة الأسلمي حين بعثني وخالد بن الوليد إلى اليمن وقال إذا افترقتما فكل واحد منكما على حياله وإذا اجتمعتما فعلي عليكم جميعا فغزونا وأصبنا سبيا فيهم خولة بنت جعفر جار الصفا وإنما سمي جار الصفا من حسنه فأخذت الخيفة خولة واغتنمها خالد مني وبعث بريدة إلى رسول الله محرشا على فأخبره بما كان من أخذي خولة، فقال يا بريدة حظه
(١٧٧)