عاد بغير إذني وأذن لنفسه وما كفاه ذلك حتى أخذ الامر لنفسه وهم في السقيفة على حال يحب ذلك حتى غلبها بالانكار فساعدهم على الاصرار وما كفاه ذلك حتى أخذ الامر لنفسه بالحيلة ووعدهم كما ذكره البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما أنه يكون الامراء من المهاجرين والوزراء من الأنصار ولما تمكن لم يول أحدا منهم وزيرا وأظهر أنه كان محتالا وفضح نفسه بين أهل الاعتبار.
أقول: وما كفاه ذلك حتى بعث عمر إلى باب أبيك علي وأمك فاطمة وعندهما العباس وجماعة من بني هاشم وهم مشغولون بموت جدك محمد (ص) والمأتم فأمر أن يحرقوا بالنار إن لم يخرجوا للبيعة على ما ذكره صاحب كتاب العقد في الجزء الرابع منه وجماعة ممن لا يتهم في روايتهم وهو شئ لم يبلغ إليه أحد فيما أعلم قبله ولا بعده من الأنبياء والأوصياء ولا الملوك المعروفين بالقسوة والجفاء ولا ملوك الكفار أنهم بعثوا من يحرقوا الذين تأخروا عن بيعتهم بحريق النار مضافا إلى تهديد القتل والضرب.
أقول: ولا بلغنا أن أحدا من الملوك كان لهم نبي أو ملك كان لهم سلطان قد أغناهم بعد الفقر وخلصهم من الذل والضر ودلهم على سعادة الدنيا والآخرة وفتح عليهم بنبوته بلاد الجبابرة ثم مات وخلف فيهم بنتا واحدة من ظهره وفال لهم إنها سيدة نساء العالمين وطفلين معها منها لهما دون سبع سنين أو قريب من ذلك فتكون مجازات ذلك النبي أو الملك من رعيته أنهم ينفذون نارا ليحرقوا ولديه ونفس ابنته وهما في مقام روحه ومهجته.
وأقول: ثم ما كفاه ذلك حتى أظهر على المنبر أنه يستقيل عن الخلافة