الفصل الرابع والمائة: وإن بقيت حيا على ما عودني الله جل جلاله من رحمته وعنايته فإنني أجعل يوم تشريفك بالتكليف عيدا أتصدق فيه بمأة وخمسين دينارا عن كل سنة بعشرة دنانير إن كان بلوغك بالسنين وأشتغل بذلك في خدمته وإنما هو ماله جل جلاله وأنا مملوك وأنت عبده فتحمل إليه من ماله ما يريد أن تحمله لجلاله وهذا المقدار خطر على قلب تفويضي إليه وبحضوري بين يديه وإن أراد جل جلاله مهما أراد ما أقدرني عليه فيكون قبول ذلك مني رحمة وشرفا لي ولك ولا يبلغ وصفي إليه، وإن أنا انتقلت إليه قبل بلوغ الامل من بقائي حتى تستغني عن الأوصياء فقد أوصيت بك إليه جل جلاله وإلى غيره بأمره جل جلاله وهو أشفق عليك مني وأبلغ في حفظك وبلوغ الرجاء وأن يلهمك الله جل جلاله ذلك ولي بحمايتك ما يليق بكرمه وما وعدني من الآلاء وزيادات السعادات والعنايات وأن يعرفني ذلك وأنا في عداد الأموات وإذا حضرت عند قبري فحدثني ما عمله معك سيدي وسيدك ومالك أمرك وأمري فإنني رويت عن السلف الصالحين أن الميت يسمع كلام الزائرين وخاصة من أهل اليقين.
الفصل الخامس والمائة: فكن يا ولدي محمد حفظك الله جل جلاله بما حفظ من حفظه ممن يعز عليه وقت بلوغك لخلقه كمال العقل والتشريف بالتكليف في خلوه من الشواغل عن مولاك وتذكر أنه يريك وتطهير قبل تلك الحال بغسل التوبة وما ذكرناه في كتاب المهمات والتتمات من آداب الأغسال والبس أطهر الثياب الخالية من دنس الشبهات على ما أذكره لك