يتفق له من دخل ملك وغيره في معونة عياله ثم في الصدقات والايثار والصلات وكان جماعة من الناس يعتقدون أنه ينفق من ذهب مذخور هيهات هيهات لقد ضلوا عن أبيك ووالدك كما ضل كثير من الخلق عمن هو أعظم حالا وأشرف كمالا وأتم جلالا وهو الله رب العالمين وأنبيائه ومن ضلوا عنه من المرسلين والصالحين حتى قال جل جلاله عن جماعة يشاهدون جدك محمدا (ص) وهم حاضرون وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون، ولو جاءت الدنيا إلى والدك دفعة واحدة خرجت في أسرع الأوقات ولكنها كانت تأتينا كما يريده الله تعالى في أزمان متفرقات، فاقتد يا ولدى محمد وجماعة إخوتك أو ذريتك بمن سلك من آبائك سبيل الحق والصدق وصدق الله جل جلاله في قوله جل جلاله في ضمان الرزق فورب السماء والأرض إنه الحق.
ورأيت في كتاب (إبراهيم بن محمد الأشعري) الثقة بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال قبض علي عليه السلام وعليه دين ثمان مأة ألف درهم فباع الحسن عليه السلام ضيعة له بخمسمائة ألف درهم، فقضاها عنه وباع ضيعة أخرى له بثلاثمائة ألف درهم فقضاها عنه وذلك أنه لم يكن يذر من الخمس شيئا وكان تنوبه نوائب، ورأيت في كتاب (عبد الله بن بكير) بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام أن الحسين (ع) قتل وعليه دين، وأن علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام باع ضيعة له بثلاث مائة ألف ليقضى دين الحسين (ع) وعدات كانت عليه، وقد ذكرت طرفا من يسارهم وإيثارهم صلوات الله عليهم في أوائل الجزء السادس من كتاب (ربيع الألباب) فانظر ففيه أخبار