فيها بمقام من ألبست خلعا طاهرة من كل حق وشبهة باطنة وظاهرة وأن تكون هذه ثيابي من خلع السعادات الباهرة في الدنيا والآخرة) وكذلك تدعو كلما تحتاج إليه في مدة (الغيبة) في استعماله مما لا تأمن اختلاط حرامه بحلاله.
الفصل السادس عشر والمائة: واعلم يا ولدي محمد أن الله جل جلاله لو حملنا على عدله ساعة دون ساعة من ليل أو نهار ما أبقانا أبدا وكان أمرنا قد آل إلى الهلاك والدمار، لأننا لا نوفيه حقه أبدا في اطلاعه علينا وحضورنا بين يديه بمقدار التفاوت بين عظمته وجلالته، وبين ما نعمله من اطلاع غيره علينا أو حضورنا بين يدي غيره من مماليكه الفقراء إليه ولا نبذل الجهد في زيادة تعظيمه عليهم وربما اشتغلنا بهم عنه وجعلنا ظهر لسان حالنا إليه ووجهنا إليهم فلو سلبنا نفوسنا وكل ما أحسن به إلينا وقطع خبزنا وكسوتنا وحبسنا في مطمورة الغضب علينا كنا والله لذلك مستحقين فكيف حملنا قوتنا التي هي منه وعقولنا الموهوبة عنه حتى صرنا نقدم أن تكون بحرمته مستخفين، ولمؤاخذته متعرضين، فإياك ثم إياك أن تهون بذلك كما يفعله الجاهلون به والغافلون ولا تتأسى بهم فإنه جل جلاله يقول (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم إنكم في العذاب مشتركون).
وأحدثك يا ولدي بجواب جرى لي مع من ينسب العلم فإنه حضر عندي يوما وأنا جالس على تراب أرض بستان فقال كيف أنت فقلت له كيف يكون من على رأسه جنازة ميت وعلى أكتافه جنازة ميت وعلى سائر جسمه أموات محيطون