البصرة وقتل الخوارج وبقاء معاوية بعده وأنه عرف خواص أصحابه ما جرى حالهم عليه.
الفصل الثاني والثمانون: ويدلك يا ولدي على أن خلفاءهم الذين تقدموا على أبيك أمير المؤمنين عليه السلام ما كانوا من أهل الجهاد في الدين أن جدك محمدا صلى الله عليه وآله ما استصلحهم في حياته لشئ من حروبه وفتوحه وغزواته ولما نفذ أبا بكر ليؤدي سورة براءة إلى المشركين عزله الله جل جلاله عن ذلك وولى مكانه أباك عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه بإطباق أهل الصدق من المسلمين ولما أدخلهم جدك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله في فتح خيبر رجعوا منهزمين وكادت أن تذهب حرمة سيد المرسلين بل حرمة مرسله رب العالمين وأن ينكسر ناموس الدين فتلافاه جدك محمد صلى الله عليه وآله بإنفاذ أبيك أمير المؤمنين عليه السلام فظفر بفتح باب خيبر ودفع أهواله ووصل بمراده.
الفصل الثالث والثمانون: ويكفيك يا ولدي محمد جملك الله جل جلاله بإقباله ومكاشفة جلاله أن ابتداء قوة رسالة جدك محمد صلى الله عليه وآله حديث بدر الكبرى وقد عزل جدك أبا بكر وعمر عن ذلك المقام وكان قد احتاج فيه إلى المساعدة بصبيان الأنصار وإمداد الملائكة وما تخلف عن مباشرة تلك الواقعة ممن حضرها أو قدر على المساعدة من المسلمين إلا النساء ومن يجري مجراهن ممن يخاف وقوع الهرب والخذلان والانكسار منه فكان عزل هذين الرجلين في ذلك المقام من مباشرة الحرب والوقوف بالصف من