واعلم أن جدك وراما قدس الله روحه كان يقول لي وأنا صبي ما معناه يا ولدي مهما دخلت فيه من الأعمال المنطقة بمصلحتك لا تقنع أن تكون فيه بالدون دون أحد من أهل ذلك الحال سواء كان علما أو عملا ولا تقنع بالدون وذكر أن (الحمصي) حدثه إن لم يبق للامامية مفتى على التحقيق بل كلهم حاك وكان ذلك الزمان فيه جماعة من أصناف العلماء وليس في وقتنا الان من يقاربهم في تلك الأشياء وأنا أعتذر لهم بطول الغيبة وتباعد الزمان عن الادلاء الذين كانوا رحمة الله جل جلاله في حفظ واشتغال وأدراك والآن فقد ظهر أن الذي يفتى به ويجاب عنه على سبيل ما حفظ من كلام العلماء المتقدمين وهذا طريق سهل ما يعجز عنه إلا مسكين ومن همته همة ضعيف مهين وإني لأعلم أنني اشتغلت فيه مدة سنتين ونصف على التقريب والتقدير وما بقيت أحتاج إلى ما في أيدي الناس لا قليل ولا كثير وكلما اشتغلت بعد ذلك فيه ما كان لي حاجة إليه إلا لحسن الصحبة والانس والتفرع فيما لا ضرورة إليه ومن يعلم أن عمره يسير وقصير وأن وراءه من يحاسبه على الكبير والصغير والظاهر والمستور فإنه يكفيه من الزاد بقدر السفر والمسير وإذا أردت الاشتغال بالفقه، فعليك بكتب جدك (أبي جعفر الطوسي) فإنه رحمه الله ما قصر فيما هداه الله جل جلاله إليه ودله عليه وقد هيأ الله جل جلاله لك على يدي كتبا كثيرة في كل فن من الفنون الذي رجوت أن تدلك بل على ما يقربك من مولاك ومالك دنياك وأخراك فهيأ الله جل جلاله كتبا في الأصول يكفيك أن تنظر فيها وتعرف ما تريد معرفته من جملة الأبواب
(١٢٧)