الكاظم عليه السلام والجواد عليه السلام فحضر فقيه من المستنصرية كان يتردد علي قبل ذلك اليوم فلما رأيت وقت حضوره يحتمل المعارضة له في مذهبه قلت له يا فلان ما تقول لو أن فرسا لك ضاعت منك وتوصلت في ردها إلي أو فرسا لي ضاعت مني وتوصلت في ردها إليك أما كان ذلك حسنا أو واجبا فقال بلى، فقلت له قد ضاع الهدى إما مني وإما منك والمصلحة أن ننصف من أنفسنا وننظر ممن ضاع الهدى فنرده عليه، فقال نعم، فقلت له لا أحتج بما ينقله أصحابي لأنهم متهمون عندك ولا تحتج بما ينقله أصحابك لأنهم متهمون عندي أو على عقيدتي، ولكن نحتج بالقرآن، أو بالمجمع عليه من أصحابي وأصحابك، أو بما رواه أصحابي لك وبما رواه أصحابك لي، فقال هذا إنصاف، فقلت له ما تقول فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما فقال حق بغير شك فقلت فهل تعرف أن مسلما روى في صحيحه عن زيد بن أرقم أنه قال ما معناه: أن النبي (ص) خطبنا في (خم) فقال: أيها الناس إني بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال هذا صحيح، فقلت وتعرف أن مسلما روى في صحيحه في مسند عائشة أنها روت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه لما نزلت آية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال هؤلاء أهل بيتي، فقال نعم هذا صحيح، فقلت له تعرف أن البخاري ومسلما رويا في صحيحيهما أن الأنصار اجتمعت في سقيفة بني ساعدة
(٧٦)