من صبيان الكتاب فقال عليه السلام يقول له الصبي أخبرني عن إمامك أمرك أن تخصم الناس فلا يقدر أن يكذب علي فيقول لا فيقول له فأنت تخاصم الناس من غير أن يأمرك إمامك فأنت عاص له فيخصمه، يا بن سنان لا تأذن له علي فإن الكلام والخصومات تفسد النية وتمحق الدين.
ومن الكتاب المذكور عن عاصم الخياط عن أبي عبيدة الحذاء قال قال لي أبو جعفر عليه السلام وأنا عنده إياك وأصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء يا أبا عبيدة خالط الناس بأخلاقهم وزاولهم في أعمالهم، يا أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فقيها عالما حتى يعرف لحن القول وهو قول الله تعالى (ولنعرفنهم في لحن القول).
الفصل الثامن والعشرون: ووجدت في كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري في النسخة المقروة على هارون بن موسى التلعكبري رحمهما الله ما هذا لفظه عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول متكلموا هذه العصابة من شرارهم.
الفصل التاسع والعشرون: ويحتمل أن يكون المراد بهذا الحديث يا ولدي المتكلمين الذين يطلبون بكلامهم وعلمهم ما لا يرضاه الله جل جلاله أو يكونون ممن يشغلهم الاشتغال بعلم الكلام عما هو واجب عليهم من فرائض الله جل جلاله ولقد رأيت في عمري ممن ينتسب إلى علم الكلام وقد أعقبهم ذلك العلم شكوكا في مهمات من الاسلام.