عند من أنصف من نفسه وعرف ما عامل الله جل جلاله ورسوله عليه السلام به المسلمون من هدايته ورحمته وإلا فكيف قضى العقل أنه نزه البعداء من قريش عن الضلال وعرفهم أن الامام ما هو منهم بحال من الأحوال وترك قومه قريشا الذين قال الله جل جلاله فيهم على التعيين (وأنذر عشيرتك الأقربين) مختلفين الضالين هالكين بإهمال تعيين الامام منهم، أما يكون ذلك على القول الذين ذكروا أنه ما نص على واحد منهم سبب كل ضلال أو هلاك وقع منهم إن ذلك لمستحيل في العقول ولبهتان في المنقول.
الفصل الثالث والستون: وليس بغريب مع قوم قد بلغ اختلاطهم وجهلهم وجنونهم إلى أن عرفوا متواترا لا يختلفون فيه أن جميع من يعتبر بأعماله من أهل المدينة من الصحابة والتابعين والصالحين ومن حضرهم من سائر المسلمين أجمعوا على أن عثمان بن عفان حلال الدم يجب المبادرة إلى قتله ولا يحل تغسيله ولا الصلاة عليه ولا دفنه وقتلوه على هذه الحالة وبقي ثلاثة لا يرى أحد منهم دفنه حتى دفنه بعض بني أمية سرا من الصحابة والتابعين والصالحين ثم بعد الاجتماع والتواتر والبراءة من عثمان وخروجه عن حكم الاسلام والايمان عادوا إلى تكذيب الصحابة وأهل المدينة ومن حضرهم من المسلمين وطعنوا عليهم وفضحوهم في البلاد وشرعوا يمدحون عثمان بن عفان ويشكرونه ويثنون عليه بالبهتان ويطعنون بذلك على أهل المدينة كافة وأعيان الصحابة ويشهدون عليهم أنهم قد يجتمعون على المحال ويستحلون ما حرم الله من الدماء استحلالا وفي ذلك طعن على روايتهم عنهم وهدم لما