الفصل الحادي والمائة: وحضر عندي يا ولدي محمد رعاك الله جل جلاله بعنايته الإلهية بعض الزيدية وقد قال لي إن جماعة من الامامية يريدون مني الرجوع عن مذهبي بغير حجة وأريد أن تكشف لي عن حقيقة الامر بما يثبت في عقلي. قلت له أول ما أقول أنني علوي حسني وحالي معلوم ولو وجدت طريقا إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك نفعا ورياسة لي دينية ودنيوية وأنا أكشف لك بوجه لطيف عن ضعف مذهبك بعض التكشيف هل يقبل عقل عاقل فاضل أن سلطان العالمين ينفذ رسولا أفضل من الأولين والآخرين إلى الخلائق في المشارق والمغارب ويصدقه بالمعجزات القاهرة والآيات الباهرة ثم يعكس هذا الاهتمام الهائل والتدبير الكامل ويجعل عيار اعتماد الاسلام والمسلمين على ظن ضعيف يمكن ظهور فساده وبطلانه للعارفين فقال كيف هذا فقلت لأنكم إذا بنيتم أمر الإمامة أنتم ومن وافقكم أو وافقتموه على الاختيار من الأمة للامام على ظاهر عدالته وشجاعته وأمانته وسيرته وليس معكم في الاختيار له إلا غلبة الظن الذي يمكن أن يظهر خلافه لكل من عمل عليه كما جرى للملائكة وهم أفضل اختيارا من بني آدم لما عارضوا الله جل جلاله في أنه جعل آدم خليفة وقالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، فلما كشف لهم حال آدم (ع) رجعوا عن اختيارهم لعزل آدم وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا وكما جرى لآدم الاكل من الشجرة وكما جرى لموسى في اختياره سبعين رجلا من خيار قومه للميقات ثم قال عنهم بعد ذلك أتهلكنا بما فعل
(٨٢)