من الآداب وقف قائما بين يدي رب العالمين ومالك الأولين والآخرين ويحسن أن يكون على التراب بخضوع وخشوع وما ينبغي ويجب على المخلوق من تراب إذا قام للبس خلع رب الأرباب بحضوره وحضور من حضر من ملائكته فإذا حصل وقت ذلك كما عينه جدك محمد صلى الله عليه وآله في شريعته فاستحضر قلبك وجوارحك بالأدب والذلة لله والبس ما ألبسك الله جل جلاله بالمعنى الذي يقتضي تعظيم الخلع الإلهية على يد صاحب الملة فإن أحسست وجدانا أو عرفت ذلك بالنقل تصديقا وإيمانا فاسجد لمولاك جل جلاله على الثرى ومرغ خديك بين يديه وتذكر أن الله يرى وإن كان وقت فريضة أو نافلة من الصلوات أو غيرها من العبادات فتلقها بالحمد والثناء والبشر والصفاء والوفاء كما ذكرناه في كتاب (التتمات والمهمات) ثم سلم اختيارك الذي أنعم به عليك إليه وتضرع بين يديه أن يكون هو المتولي لاختيارك بما يلهمك ويهديك إليه إنشاء الله تعالى.
الفصل السادس والمائة: فإن كان وقت بلوغك إلى خلع شرف الألباب وتحف الآداب ما هو زمان شاغل من الفرائض والنوافل الظاهرة فابدء بذكر ما عمل معك من النعم السالفة والحاضرة، فإني أذكر لك منها جملة عرفني بها جل جلاله بلسان حال عنايته الباهرة فتذكر يا ولدي جملك الله بتذكيره لك وعنايته بك أنه جل جلاله في المعنى خدمك وله المثل الاعلى بشرفك بمعرفته وقبل أن يتحفك بالسعادة بخدمته بأن بنى لك السماوات والأرضين بيد قدرته ولم يتكل إكرامه لك بذلك إلى ملائكته ولا بأحد من