غير قتل ولا ضرب نصا عليهما أنهما لا يصلحان لرياسة الأمة وكشف الغمة ولا لمقام يحتاج إلى علو همة.
الفصل الرابع والثمانون: وما اكتفى جدك محمد صلى الله عليه وآله بهذا الكشف حتى ختم حياته وولى عليهما أسامة بن زيد قبل وفاته وهو صبي من صبيان المسلمين وجعلهما رعية له بنص من الله (إنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) عند العارفين وهو نص عظيم على أنهما من جملة الرعية لصبي من جملة المستضعفين وهل كان يجوز بعد علمهم بهذا الاختيار من رسول الله صلى الله عليه وآله أن يعكسوا اختياره ويختار أحد منهم تقديمه على كافة أهل الاسلام وقد كان غلطا عظيما ممن ابتدأه من الأنام ومصيبة على هذه الأمة وبلية على المسلمين وذلك حجة عظيمة على الناس لرب العالمين ولسيد المرسلين يوم اجتماع الأولين والآخرين في أنهما خالفوهما في النص والتعيين.
الفصل الخامس والثمانون: واعلم يا ولدي محمد كرمك الله جل جلاله بكمال آلائه وجعلك من خلصائه، أن الذي اقتضى تدبير جدك محمد صلى الله عليه وآله من عزل الذين تقدموا على أبيك أمير المؤمنين عليه السلام عن مقام الجهاد ومبارزة الاقران أيام حياته يقتضي أن من سعادة الاسلام والمسلمين مقامهم في المدينة بعد وفاته ولم يباشروا فتوح بلاد الكافرين وإنما كانوا اسما وصورة يخوف بها من بعد عنها من المشركين وكان تخلفهما عن الحروب مع المسلمين آية لجدك محمد صلوات الله عليه وآله ليتم ما وعد به من الفتح الذي دل عليه ولو حضروا شيئا من فتوح البلاد ما كان يؤمن أن يقع