مولاك ومالك دنياك وآخرتك سواه ولا تقبح ذكر سلف الطاهرين بمخالفة رضاه جل جلاله ولا تساعد على هدم ما بنوه من الشرف لك في الدنيا والدين ولا تجعلهم يوم القيامة خصوما لك ومعرضين عنك ونافرين منك.
الفصل التاسع والعشرون والمائة: ثم عاد إغرائهم بأبيك حتى طلبه ولد الوزير القمي والتمس أن أكون نديما في البداية فعرفت أن ذلك يفضي إلى هلاكي باشتغالي بالأمور الدنيوية فاجتهدت بكل حيلة ذكرتها وهو يراجعني حتى قلت له في آخر كلمات جملتها إنني متى نادمتهم وما أكشف لك ولوالدك أسرارهم وأحكي لك أخبارهم اتهمتموني بأنني أسمع فيكم منهم ما تكرهون وتصيرون أعدائي ويؤدي الامر بيني وبينكم إلى مقاطعة وإلى ما تعلمون وإياك ثم إياك أن تدخل معهم في شئ من هذه الأمور فلا تصح والله منادمة أهل دار الغرور إلا بمفارقة مالك يوم النشور وأكثر أمور أهل دار الفناء هزل مفسد ومخرب لدار البقاء وحايل بين العبد وبين مالك الاحياء ولا تصح منادمتهم بالجد والسلامة من يوم القيامة هيهات هيهات كذب والله من يقول لك إن ذلك طريق من طرق السعادات.
الفصل الثلاثون والمائة: ثم عاد الشيطان لعنه الله إغرائهم بأبيك أن اختار الخليفة المستنصر جزاه الله خير الجزاء أن أكون رسولا إلى سلطان التتر فقلت لمن خاطبني في هذه الأشياء ما معناه إن أنا نجحت ندمت وإن جنحت ندمت فقال كيف فقلت إن نجاح سعيي يقتضي أنكم ما تبغون تعزلوني من الرسالات إلى أن ألحق بالأموات وتشغلوني عن العبادات وغيرها من المهمات