والطعن فيما قدروا على الطعن فيه من أفعاله ولما كان عند وفاته طلب أن يكتب لهم كتابا لا يضلوا بعده أبدا فأقدم عمر على جدك صلى الله عليه وآله على أن قال له إنه يهجر كما نشرحه فيما بعد ومعناها عند أهل اللغة الهذيان ومنع عمر جدك محمدا صلى الله عليه وآله في تلك الحال أن يرفع الضلال من أهل الاسلام والايمان حتى هلك من هلك منهم في ذلك الاوان.
الفصل الثامن والثمانون: واعلم يا ولدي محمد أعزك الله جل جلاله بعزة السعادتين في الدنيا والدين التي قال الله جل جلاله فيها (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) أن أبا بكر وعمر صنعا أمرين عظيمين كانا سببا لما جرى بين الاسلام والمسلمين وضلال من ضل منهم إلى يوم الدين، واحدة في حياته، وواحدة بعد وفاته، غير أفعالهما التي هلك بها من هلك من الخلق أجمعين.
أما التي في حياته فإن البخاري ومسلم في صحيحيهما وكل من له صدق وأمانة من رواة المسلمين ذكروا بلا خلاف أن جدك محمدا صلى الله عليه وآله قال عند وفاته إئتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي أبدا وأن عمر قال في وجه جدك المعظم واستخف بحقه الأعظم وأقدم على أن قال إنه ليهجر أي يهذي يا ويله وويل لمن وافقه على هذه المصيبة والرزية هذا تفسيرها بغير شبهة عند علماء أهل اللغة العربية فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله ما قد بلغ حال حرمته إليه وأن الحجة قد صارت لله جل جلاله وله، عليه وآله السلام في الكتاب الذي دعا الناس إليه بترك الكتاب وقال قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع فكل ضلال في الدنيا منذ ذلك اليوم وقع مستورا