درك التضييع.
الفصل التاسع والثلاثون والمائة: واعلم أنك على التحقيق ملكه وما في يدك ملكه وهو أحق بحفظ ملكه منك ولكنه شرفك بأن جعلك أهلا أن تودعه وتجعله كالوكيل لك والنائب عنك وبلغك بذلك مقاما جليلا كما قال (لجدك وسيدك) رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله واتخذه وكيلا، وتذكر كيف أنت يا ولدى محمد معطل بالنوم عن خدمته وهو جل جلاله بلسان الحال يخدمك بيد رحمته في إمساكك وإمساك وجودك وحياتك وعافيتك وكل ما تحتاج إليه من حفظ العيال والأموال والأمان وترويحك في الصيف بالهواء وتمكينك في الشتاء من الدفاء وكيف يتولى في جسدك لتغيير الغذاء في الأعضاء وكيف يحفظ سمعك وبصرك وجميع جوارحك ويهئ لك بعد النوم جميع مصالحك ويعيد عليك كل ما ذهب بالنوم من فوائدك وجميع موائدك فلو فعل هذا معك أو بعضه بعض الآدميين أما كنت تعرف له حق ذلك أحسن الاعتراف فالله جل جلاله أحق أن نعامله بالانصاف.
الفصل الأربعون والمائة: ولا تكره أنى ما أخلف لك ولإخوتك ذهبا ولا فضة بعد الممات فهذه سيرة جدك محمد ومولاك على صلوات الله عليهما فإنني وجدتهم قد امتنعوا أن يخلفوا لورثتهم ذهبا أو فضة وخلفوا لهم ما يكفيهم ويفضل عليهم من الاملاك والعقار وقال جدك محمد (ص) لسعد بن معاذ وكان يعز عليه أنك إن تترك ولدك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس فأنا قد اقتديت بتلك الآثار ووجدت أيضا في كتاب (من لا يحضره