فقال لي قائل في أي شئ تنظر فقلت أنا في حياة، وبين قبور أنظر إلى قوم بينا هم في سرور وغرور إذ هجم عليهم هادم اللذات ومفرق الجماعات وصاحب الشتاتات فنقلهم إلى محلة الأموات وقطعهم عما كانوا فيه من اللذات وصاروا في ذل الحسرات وأسر الندامات.
وهيأ الله جل جلاله ما كنت أشرت إليه من الفقه المروي عن جدك سيد المرسلين وأبيك أمير المؤمنين وعترتهما المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، تصنيفا من شيعتهم وأخبارا كبارا من الكتب وصغارا فاشتغل بالقراءة في الفقه بالله جل جلاله ولله جل جلاله على رجل صالح ورع من أهل هذا العلم الموهوب فإنني أرجو من رحمة ربي فاتح أبواب المطلوب أن يغنيك بالمدة اليسيرة عن المدة الكثيرة، وقد تقدم شرح الحال في الاشتغال بهذا العلم المذكور وأنا أريد في وصف الاشتغال بما يسهل عليك طلب هذه الأمور فإنني اشتغلت بعلم الفقه وقد سبقني جماعة إلى التعليم بعد، سنين فحفظت في نحو (سنة) ما كان عندهم وفضلت عليهم بعد ذلك بعناية رب العالمين ورحمته لمن يريد جل جلاله من ذرية جدك سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وقد كنت قد ابتدأت بحفظ الجمل والعقود وقصدت معرفة ما فيه بغاية المجهود وكانوا الذين قد سبقوني ما لأحدهم إلا الكتاب الذي يشتغل فيه وكان لي عدة كتب في الفقه من كتب جدي (ورام بن أبي فراس) قدس الله سره وزاده من مراضيه انتقلت إلي من والدتي (رض) بأسباب شرعية في حياتها وهي من بقايا ما تفضل الله جل جلاله به منها، فصرت أطالع بالليل كل شئ