المكين ولا هدم ثلمة فيه أبد الابدين فاحفظ السورين بالاخلاص والتوكل على الله.
واعلم أن هذا العدو من أحقر الأعداء لأنه ما قدر أن ينفع بعد الموت من أطاعه ولا يضر من عصاه وهو كالكلب للراعي إذا عرض لك فاطلب من مولاك أن يكفيه عنه ولا تشتغل بمحارته بقدرتك فيبلغ غرضه ويشغلك عن خدمتك لمولاك وسعادتك.
ومن الأعداء طبعك ونفسك وما يتفرع عنهما من الهوى وشواغل الدنيا وطبعك تراب وكذا كل شاغل في دار الذهاب يؤل إلى التراب فكيف يجوز أن يهون عند ذوي الألباب الكاملة الاشتغال بالتراب والأمور الزائلة عن عظمة مولاك الهائلة ونعمته الشاملة.
واعلم أن طبعك ونفسك وكل شاغل لك عن مولاك يستغيث إليك بلسان الحال ويقول لك لا تلتفت إليهم ويحذرونك من الأهوال والعقل من ورائهم يستغيث ويحذرك أعظم التحذير ومولاك من وراء الجميع ينكر عليك إيثارهم عليه أعظم النكير، ويقول لك كل ما يشغلك عني فهو حقير صغير فكيف تشغل بالحقير عن الكبير ويذكرك أن بيده كل ما تحتاج إليه من نفع كثير ويسير.
الفصل الثالث عشر والمائة: ثم تذكر يا ولدي محمد ذكرك الله جل جلاله بمواهبه ونور سرائرك بعجائبه ومناقبه أنك في وقت تعريفك بجلاله وتشريفك بإقباله محتاج إلى طعام ومن يعمله من الأنام وإلى ريق يسهل الطعام ويلينه وإلى ما تشربه ليحمله على ظهر ذلك إلى مجاري الأنهار في الأعضاء.
واعلم علمك الله جل جلاله ما عمل معك وعلمك وألهمك التحقيق كيف