الفصل الرابع والتسعون: واعلم يا ولدي محمد عرفك الله جل جلاله ما تحتاج إلى معرفته وشرفك بزيادات سعادات عنايته، أن العداوة كانت بين أبيك علي عليه السلام وبين الذين تقدموا عليه ظاهرة متواترة فانظرها من كتاب (الطرائف) ومن كتاب (نهج البلاغة) ومن تواريخ أهل الصدق من الناقلين، وقد ذكرت فيه بعض ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما في حديث السقيفة فإنه ذكر أن أباك عليا عليه السلام وجماعة من بني هاشم تخلفوا عن بيعة أبي بكر ستة أشهر بلا خلاف محقق بين المسلمين وذكروا أن عمر شهد أن العباس وأباك عليا عليه السلام كانا يشهدان ويعتقدان أن أبا بكر وعمر كانا كاذبين خائنين غادرين فكيف استحسن بعد رواية مثل هذا أن يدعوا أنهم كانوا متفقين إن ذلك مكابرة في العين ومن أقبح الكذب والبهت والمين.
الفصل الخامس والتسعون: واعلم يا ولدي محمد حماك الله جل جلاله مما يباعدك عنه وتولاك بكل ما يقربك منه أن أباك عليا عليه السلام ما كان يحتاج إلى نص عليه بالرياسة على أهل الاسلام لأنه كمل في أوصافه كمالا خارقا للعادة عند ذوي الأفهام فكان ذلك الكمال نصا صريحا عليه بأن الناس بعد جدك محمد صلى الله عليه وآله تبع له ورعية بين يديه وقد نبهناك على ذلك فيما تقدم وأشرنا إلى ذلك وإن كان بعد جدك محمد صلى الله عليه وآله مثل أبيك علي عليه السلام في الأنام كان يحتاج إلى نص بالتعيين هيهات هيهات أن يطفؤا نوره وقد كان آية في الأرض لمالك يوم الدين ومعجزة لرسوله (ص)