بريته وأجرى لك البحار وشق الأنهار وغرس الأشجار وأخرج الثمار وعمر الديار وجعل الشمس والقمر سراجا لليل والنهار (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار).
الفصل السابع والمائة: ثم تذكر يا ولدي ذكرك الله جل جلاله بعظمته وملأ قلبك هيبته كيف نقلك من ظهر آدم (ع) إلى بطن حواء ومن آباء إلى أمهات حتى أخرجك في هذه الأوقات وسلمك مما جرى على الأمم السالفة من الهلكات كما قدمنا الإشارة إليه وأكمل صورتك وجمل همتك ونزه أعراقك من الأدناس وتبرئك من الأرجاس وجعل وقت خروجك إلى داره في بلاد الايمان وعند خلوة الزمان من أخطاره وأكداره وبين من يلقنك معرفته وخدمته تلقين الشفيق وبحضرة من يخدمك خدمة البر الرفيق وهيأ لك ثروة تغني عن شواغل الاعسار وكفاك طلب تحصيلها وجعلها من أهنأ المواهب واليسار وجعلك من ذرية قوم مسعودين بطلب رضاء رب العالمين وجعل لك والدا يدعو لك قبل ولادتك بسنين ويهديك بالسعادة بالرفق والشفقة وسعادة الدنيا والدين.
الفصل الثامن والمائة: وتذكر يا ولدي ذكر الله جل جلاله بما ينفعك ذكره ويكمل لك بره أنه وما كان من أحد من الخلائق عند ابتداء إنشائك وتنقلك بين أمهاتك وآبائك تقدر على مشاركته فيما اختص به جل جلاله من إكرامك في ذاتك وصفاتك وسعادتك وتقليباتك فلا تأثرن أحدا عليه فاحفظه والزم التقرب إليه والذل بين يديه.