لو تمكن القوم أن طلبوا الملك بغير تعلق باسم رسالته كانوا قد عدلوا عن نبوته وبالله المستعان.
الفصل الثالث والتسعون: وقد كشف أبوك مولانا علي عليه السلام هذا كشفا دل ببيان المقال عليه في حديث يشهد لسان حاله أنه من لفظه وشريف مقالته عليه السلام يتواتر بنقله علماء الشيعة الإمامية وفيه إيضاح لما جرى من حال أبيك علي مع الفرق الدنيوية وممن ذكره أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله في الجزء الثاني من كتاب (الخصال) في امتحان الله عز وجل أوصياء الأنبياء عليهم السلام في حياة الأنبياء في سبعة مواطن وبعد وفاتهم في سبعة مواطن وهو عندنا الان في جملة مجلدات بطرق واضحات فقف على ما فيه من أسرار الاسلام والايمان وشرح لحاله (ع) أيضا مع أهل العدوان في رسالة سوف نوردها في أواخر هذه الرسالة إنشاء الله تعالى ولولا أنني ما قصدت بهذه الرسالة مني إليك إيراد الاخبار وإلا كنت أوردته، ويكفي أني قد دللتك على بعض مواضعه وهو مشهور عند أهل الاعتبار ولقد قاسى أبوك علي عليه السلام في حفظ بيضة الاسلام وبقاء هذا الاذان وحفظ ما في أيديهم من القرآن والصلاة إلى القبلة والاحكام الظاهرة ما لولا أن الله جل جلاله قواه عليه بقدرته الباهرة كان قد عجز عن حمله فسبحان من أقدره على ذلك بعنايته وفضله وما أحق جدك مولانا علي (ع) بقول الخنساء:
وما بلغت كف امرء متطاول * به المجد إلا حيث ما نلت أطول وما يبلغ المهدون في القول مدحة * ولو أكثروا إلا الذي فيك أفضل