والمدة طويلة خطيرة كثيرة بعد وفاته.
الفصل التاسع والخمسون: ومنها أن جدك محمد صلى الله عليه وآله أفضل السلام والتحية ما كان ينفذ عسكرا أو سرية إلا ويجعل فيهم رئيسا عليهم يضم شملهم ويصلح فاسدهم ويحسن إليهم فكيف تقبل العقول أنه يترك الأمة كلها بعد وفاته إلى الله جل جلاله في مسافة مدتها إلى الان ست مائة وتسع وثلاثون سنة وبعدها إلى يوم القيامة ولا يجعل لهم رئيسا يصلح حالهم ويصونهم عن الذي جرى عليهم من الاختلاف والندامة.
ومنها نصوص الله جل جلاله وتقدس كماله على جدك مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه بالآيات الباهرات في ذاته وصفاته وفي مقاماته وتعريف الأمة بكرامته وما أخبرها من أسرار الله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه وآله الدالة على أنها نصوص عليه بأن مرجع الأمة في جميع أمورهم إليه فإن الصفات الكاملة للرئيس في رئاسته نصوص على إمامته والصفات الناقصة لرعيته نصوص عليهم أنهم في حكم شريعته وتبع لإرادته.
ومنها أن جدك محمدا صلوات الله عليه وآله حرم على من حرم عليه من أمته أن يتركوا الوصية وقال من مات بغير وصية فقد مات موتة جاهلية فكيف قبلت العقول أن من يعلم الناس الوصية لمن يخلفونه يترك الوصية بهم بالكلية وقد علم أنهم يختلفون بعد وفاته ويخالفونه.
ومنها أن كل منصف عاقل فاضل من أهل الاسلام بعيد أن يقبل عقله أن محمدا جدك عليه وآله أفضل الصلاة والسلام يتلوا عليهم قرآنا يتضمن (اليوم