ذلك ردا على الخلفاء من سلفك وطعنا عليهم فيكون مراد همتك أن تقتلني في الحال ببعض أسباب الأعذار والأهوال فإذا كان الامر يفضي إلى هلاكي بذنب في الظاهر فها أنا ذا بين يديك اصنع بي ما شئت قبل الذنب فأنت سلطان قادر وشرعت الرحيل والانتقال عن بغداد بالكلية وما زلت بالله جل جلاله حتى انتقلت إلى الحلة وسلم الله جل جلاله برحمته الأولية وبعنايته بالسلف الصالح وصابهم لجلاله بالذرية.
فإياك ثم إياك أن تشمت بي الشيطان بعد وفاتي وأن تجعله يوافيني ويقول قد ظفرت بولدك الذي هو قطعة من كبدك وتأتينا يوم القيامة وعليك لباس الندامة فأنت مفتضح مشهور بين أهل السلامة فبأي رحمة تلقى جدك محمدا صلى الله عليه وآله وأباك عليا عليه السلام وسلفك الأطهار وقد أعنت عليهم وقبحت ذكرهم وكنت عدوا لهم لأجل عار أيام قصار وبأي وجه تلقاني بعد هذه الوصية والرسالة وقد قنعت بالرذالة عوضا عما دعوتك إليه من الجلالة لا بالله لا تفارق هذا الباب الشريف الإلهي المقدس المهجور الان والزمه وهون في لزومه بالنفس والاهل والمال وجميع الامكان ونافس فيه أيام الكساد لتأتينا وأنت ملك عظيم من ملوك الدنيا والمعاد ومولاك راض عنك هو ومن سلف لك من الملوك المسعودين من الاباء والأجداد.
الفصل الثاني والثلاثون والمائة: واعلم يا ولدي محمد علمك الله جل جلاله ما أنت محتاج إلى تعليمه مما يزيدك من تعظيمه وتكريمه، أن الدخول مع الولاة لو كان شيئا يزيد المسلم في شرف دنياه كنت قد عمرت لك من الشرف