ما قال الله جل جلاله فاعف عنهم واستغفر لهم وقد عرفت في صحيحي مسلم والبخاري معارضتهم للنبي صلى الله عليه وآله في غنيمة هو أذن لما أعطى المؤلفة قلوبهم أكثر منهم ومعارضتهم له لما أعفى عن أهل مكة وتركه تغيير الكعبة وإعادتها إلى ما كانت في زمن إبراهيم (ع) خوفا من معارضتهم له ومعارضتهم له لما خطب في تنزيه صفوان بن المعطل لما قذف عائشة وأنه ما قدر أن يتم الخطبة أتعرف أن هذا جميعه في صحيحي مسلم والبخاري فقال هذا صحيح، فقلت وقال الله جل جلاله في إيثارهم عليه القليل من الدنيا (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بيم يدي نجواكم صدقة) وقد عرفت أنهم امتنعوا من مناجاته ومحادثته لأجل التصدق برغيف وما دونه حتى تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام بعشرة دراهم عن عشر دفعات ناجاه فيها ثم نسخت الآية بعد أن صارت عارا عليهم وفضيحة إلى يوم القيامة بقوله جل جلاله (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإن لم تفعلوا وتاب الله عليكم) فإذا حضرت يوم القيامة بين يدي الله جل جلاله وبين يدي رسوله (ص) وقالا لك كيف جاز لك أن تقلد قوما في عملهم وفعلهم وقد عرفت منهم مثل هذه الأمور الهائلة فأي عذر وأي حجة تبقى لك عند الله وعند رسوله في تقليدهم فبهت وحار حيرة عظيمة، فقلت له أما تعرف في صحيحي البخاري ومسلم في مسند جابر بن سمرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله قال في عدة أحاديث لا يزال هذا الدين عزيزا ما وليهم اثني عشر خليفة كلهم من قريش وفي بعض أحاديثه عليه وآله السلام من الصحيحين
(٧٩)