أولياء يرجى نفعهم لو كانوا حاضرين وإن لم يقدروا على إيذاء المشيعين والمصلين رأيت توفير الاجتماع للصلاة عليه حتى ممن هو مستغن عن نفع أولياء المشيع المسكين.
الفصل الحادي والعشرين والمائة: واعلم يا ولدي محمد بارك الله جل جلاله في حياتك وشرف مقاماتك أن أصعب المخالطات مخالطة العصاة سواء كانوا ولاة أو غير ولاة إذا لم يكن مخالطتهم للانكار عليه وبأمر الله جل جلاله لإهداء النصيحة المجردة إليهم فإن الله جل جلاله يريد من الانسان إذا خالطهم لغير ما أمره به مولاه المطلع على سره ونجواه أن يكون على أقل المراتب قلبه معرضا عما الله جل جلاله معرض عنه ونافر ممن الله جل جلاله ماقت له أو ساخط عليه وهذا مقام صعب شديد وأنه والله بعيد وخاصة إن كان الذي يخالطه واليا وهو محتاج إليه وقد قضى حاجته أو أحسن إليه فكيف يبقى له قلب مع الله جل جلاله يوافقه في إعراض إقباله هيهات هيهات بل يفسد الوالي على الذي يقضي حاجته من دينه ومفارقة مولاه أكثر مما يصلح بقضاء ما قضاه ويغير كثيرا من حاله في أخراه.
ولقد كتب يوما إلي بعض الوزراء يطلب مني الزيارة والورود عليه فكتبت إليه جوابه كيف بقي لي قدرة على مكاتبتك في حوائجي وحوائج الفقراء وأهل الضراء وأنا مكلف من الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام أن أكره بقائك على ما أنت عليه حتى يصل كتابي إليك ومكلف أن أريد عزلك عن مقامك قبل وصول كتابي وقدومه عليك