طريقا إليه من أسراره وقد عجزت العقول عن صفة اقتداره.
الفصل الحادي والأربعون: وإذا سمعت يا ولدي من يقول إنه يمكن أن يكون الموجودات صدرت عن علة موجبة فاعلم أنه هذيان اقتضاه جهل الانسان وأنا أقرب عليك تعريف أنه مختار بما لا يشتبه عليك ولا على غيرك من ذوي الاعتبار وهو أنك تعلم أنك مختار وأنت أثر من آثاره ولو كان علة موجبة ما كان يصدر عنها إلا علة مثلها غير مختارة وهذه حجة واضحة ما تحتاج إلى تطويل عبارة.
الفصل الثاني والأربعون: وأنت يا ولدي تعلم اختلاف ألوان الناس وألسنتهم وأصواتهم وهيآتهم وصفاتهم وهم من نطفة متناسبة من ذاتهم مذ آدم إلى الان فلا يشتبه في غالب الأزمان لا للابن أمه ولا أباه ولا لأخ أخاه وكل ذلك حجج الله عز وجل على عباده أن فاطرهم مختار قادر على مراده.
الفصل الثالث والأربعون: ثم ترى يا ولدي الأشجار والثمار تسقى بماء واحد في أرض واحدة وأزمان واحدة وهي مختلفة الألوان والطعوم والروائح والمنافع والمضار ولكل ذلك دلالة واضحة على أن فاعلها مختار.
الفصل الرابع والأربعون: ومتى اشتبه عليك شئ من نتائج العقول فالزم الصوم والخلوة والتذلل للقادر على كل مأمول فإنك تجده جل جلاله كاشفا لك ما اشتبه عليك وباعثا إلى عقلك وقلبك من أنوار هدايته ما يفتح أبواب الصواب لديك وإياك أن تستبطي إجابته وأن تتهم رحمته فإن العبد ما يخلو من تقصير في مراقبة مولاه ويكفيه أنه يعظم ما ما صغر ويصغر ما عظم من