الله جل جلاله ونفسي شغل شاغل بمقتضى حكم الألباب.
الفصل السادس والعشرون والمائة: ثم اتفق إيثار والدي قدس الله أرواحهما ونور ضريحيهما لتزويجي كما شرحته في كتاب (البهجة) وكنت كارها لذلك الاتصال خوفا من أن يشغلني عن صواب الأعمال فاقتضى ذلك صحبته لمن اتصلت إليهم ثم دخل بعضهم في ولاية ثم اجتهدت به أن يتركها وتوصلت معه مثلا بكل آية حتى كدت أن أبلغ النهاية فلم يوافق على الاعتزال فأدى ذلك إلى فراقه وكراهة المجاورة لهم في بلد الحلة وقطعت ما جرى به عادة الناس من الاشتغال بالأقوال وتوجهت إلى مشهد مولانا الكاظم (ع) وأقمت به حتى اقتضت الاستخارة التزويج بصاحبتي زهرا خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي رضوان الله عليها وعليه وأوجب ذلك طول الاستيطان ببغداد وهي محل حبائل الشيطان.
الفصل السابع والعشرون والمائة: فأول شرك نصبه الشيطان ليفرق بيني وبين الله جل جلاله صاحب الرحمة والاحسان أنه طلبني الخليفة المستنصر جزاه الله عنا خير الجزاء للفتوى على عادة الخلفاء فلما وصلت عند باب الدخول إلى من استدعاني لهذه الحال تضرعت إلى الله عز وجل مالك الأمان وسألته أن يستودع مني ديني وكلما وهبنيه ويحفظ علي كل ما يقربني من مراضيه حتى أخرج من عند المشار إليه فحضرت فاجتهد بكل جهد بلغ توصله إليه أنني أدخل في فتواهم فقواني الله جل جلاله على مخالفتهم والتهوين بنفسي وما أملكه في طلب رضاء الله جل جلاله بالامتناع منهم والاعراض عنهم وجرت عقيب ذلك أهوال من السعايات