الفصل التاسع والتسعون: وحضرني يا ولدي محمد حفظك الله جل جلاله لصلاح آبائك وأطال في بقائك نقيبا، وأتى رجلا حنبليا وقال هذا صديقنا ويحب أن يكون على مذهبنا فحدثه، فقلت ما تقول إذا حضرت القيامة وقال لك محمد صلى الله عليه وآله، لأي حال تركت كافة علماء الاسلام، واخترت أحمد بن حنبل إماما من دونهم هل معك آية من كتاب الله بذلك أو خبر عني بذلك، فإن كان المسلمون ما كانوا يعرفون الصحيح حتى جاء أحمد ابن حنبل وصار إماما فعمن روى أحمد بن حنبل عقيدته وعلمه وإن كانوا يعرفون الصحيح وهم أصل عقيدة أحمد بن حنبل فهلا كان السلف قبله أئمة لك وله، فقال هذا لا جواب لي عنه لمحمد (ص) فقلت له إذا كان لا بد لك من عالم من الأمة تقلده فالزم أهل بيت نبيك عليهم السلام فإن أهل كل أحد أعرف بعقيدته وأسراره من الأجانب فتاب ورجع.
الفصل المائة: وقلت لبعض الحنابلة أيما أفضل آباؤك وسلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل إلى عهد النبي صلى الله عليه وآله أو آباؤك وسلفك الذين كانوا بعد أحمد بن حنبل فإنه لا بد أن يقول أن سلفه المتقدمين على أحمد بن حنبل أفضل لأجل قربهم إلى الصدر الأول ومن عهد النبي صلى الله عليه وآله فقلت إذا كان سلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل أفضل فلأي حال عدلت عن عقائدهم وعوائدهم إلى سلفك المتأخرين عن أحمد بن حنبل وما كان الأوائل حنابلة لأن أحمد بن حنبل ما كان قد ولد ولا كان مذكورا عندهم فلزمته الحجة وانكشفت له المحجة والحمد لله رب العالمين.