ليبايعوا سعد بن عبادة وأنهم ما نفذوا إلى أبي بكر ولا عمر ولا إلى أحد من المهاجرين حتى جاء أبو بكر وعمر وأبو عبيدة لما بلغهم في اجتماعهم، فقال لهم أبو بكر قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين يعني عمر وأبا عبيدة، فقال عمر ما أتقدم عليك فبايعه عمر وبايعه من بايعه من الأنصار وأن عليا (ع) وبني هاشم امتنعوا من المبايعة ستة أشهر، وأن البخاري ومسلما قالا فيما جمعه الحميدي من صحيحيهما وكان لعلي عليه السلام وجه بين الناس في حياة فاطمة عليها السلام فلما ماتت فاطمة عليها السلام بعد ستة أشهر من وفاة النبي صلى الله عليه وآله انصرفت وجوه الناس عن علي عليه السلام فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه خرج إلى مصالحة أبي بكر، فقال هذا صحيح فقلت له ما تقول في بيعة تخلف عنها أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الذين قال عنهم أنهم الخلف من بعده وكتاب الله جل جلاله، وقال (ص) فيهم أذكركم الله في أهل بيتي وقال عنهم أنهم الذين نزلت فيهم آية الطهارة وأنهم ما تأخروا مدة يسيرة حتى يقال إنهم تأخروا لبعض الاشتغال وإنما كان التأخر للطعن في خلافة أبي بكر بغير إشكال في مدة ستة أشهر ولو كان الانسان تأخر عن غضب يرد غضبه أو عن شبهة زالت شبهته بدون هذه المدة وأنه ما صالح أبا بكر على مقتضى حديث البخاري ومسلم إلا لما ماتت فاطمة عليها السلام ورأي انصراف وجوه الناس عنه خرج عند ذلك إلى المصالحة وهذه صورة حال تدل على أنه ما بايع مختارا وأن البخاري ومسلما رويا في هذا الحديث أنه ما بايع أحد من بني هاشم حتى بايع علي عليه السلام
(٧٧)