الآخرين عبد الرحمن بن ملجم عليه لعنة الله ولعنة اللاعنين وقد تكمل عمره الشريف نحو ثلاث وستين وأنا قد كتبت هذا الكتاب إليك وإلى إخوتك ومن يعز علينا وعليك وقد دخلت في سنة إحدى وستين من عمر دار الفناء فسنح الله جل جلاله في طول البقاء.
الفصل التاسع والخمسون والمائة: وقد مضى في رسالة أبيك علي (ع) إلى شيعته قوله (ع) ما كان يلقى في روعي كذا وكذا من الحوادث التي تجددت عليه وليس ذلك مناقضا لما روي عنه (ع) من تعريف النبي صلى الله عليه وآله وما تجدد بعده عليه لأن قوله صلى الله عليه وآله ما كان يلقى في روعي محتمل أنه ما كان ألقي في روعه ولا في روع غيره لولا كشف ذلك له من جهة النبي صلى الله عليه وآله أن الأنصار ومن تابعهم يعلمون من تقديم من قدموا عليه لأن العقول بمجردها ما كان يلقى في روعها أنهم يعدلون عن حقوق من دلهم على الايمان وأعزهم بعد الهوان وكانوا يعبدون أحجارا وأخشابا فنزههم عنها وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها وجعلهم ملوكا وحكاما على العباد وكشف لهم عن سعادة الدنيا والمعاد.
أقول: ويحتمل أيضا أن يكون النبي صلى الله عليه وآله عرفه غدر الأمة به عليه السلام وتغلب أبي بكر وعمر وعثمان ولم يعرفه أن أصل ذلك يكون في يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله أو لم يعرفه أن ذلك يكون ابتداؤه بمن وقع من الأنصار.
أقول: ويحتمل أن يكون مراده عليه السلام بقوله ما كان ألقي في روعي