وأقول: اعلم يا ولدي محمد أن ذلك الفتوح كان مقتضيا للجموح والعمى الذي يحتاج إلى قدوح لأنهم فتحوها وقادوا أهلها إلى طاعة المتقدمين على أبيك علي أمير المؤمنين عليه السلام الباعدين عن معرفة أسرار رب العالمين وأسرار سيد المرسلين فانتقل أهل تلك البلاد من ضلال الكفر والبهتان إلى ضلال ما جرى بتقدم الناس على أبيك علي عليه السلام من الضلال المستمر إلى الان فأي فتح تفوقوا به غير هذا لولا عمى القلوب، ولقد رأيت في تاريخ لمن لا يتهمه المخالفون في مطلوب أن المسلمين لما اجتمعت عليهم الروم للاستيصال كان المقوي لقلوب كثير من المسلمين مقامات رواها تدل على النصرة في تلك الحال لقصور علمهم وعلم من ولوه عليهم من أسرار ما بين أيديهم.
وأقول: يا ولدي محمد لو كانوا قد ولوا أمور الاسلام والمسلمين أباك عليا عليه السلام الذي دلهم عليه جدك سيد المرسلين صلى الله عليه وآله كان قد فتحت البلاد على الاستقامة وكانت مفتوحة إلى يوم القيامة وكان قد عرفهم من أسرار فتوحها وما ينتهي حالهم إليه ما كان قد أودعه جدك محمد صلى الله عليه وآله وكان قد كشف لعلماء الروم من أسرارهم وأسرار الاسلام ما كان يرجى به فتوح البلاد بدون قتل من قتل من المسلمين والكفار وسلموا من الضلال والظلام فإنه قال عليه السلام وأيم الله لو ثني لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل القرآن بقرآنهم حتى يزهر كل كتاب ويقول حكم فيه علي بن أبي طالب عليه السلام بحكم الله أما ترى كيف كان عارفا بحروبه في