عنه إما قتلا أو طردا أو حبسا أو قهرا ويشهد عليهم في الصحيفة بما يوجب عليهم هلاكا أو حدا فأقدم على ذلك القول الذي (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) فشوش هو ومن وافقه مجلسه الشريف وعرفوا كلامه المقدس المنيف ليتم لهم الحيلة فيما فعلوه من التقدم على أبيك علي عليه السلام وهذه عادة كثير من أهل الظلم من الأنام إذا خافوا ركوب الحجة عليهم أو عكس حيلتهم عليهم قطعوا الكلام ومنعوا من إتمامه وشوشوا المجلس قبل انتظامه.
الفصل الحادي والتسعون: وأما الذي وقع من أبي بكر من الحادثة في حياته وبعد وفاته عليه السلام التي انتظم بها مصائب الاسلام فإن جدك محمدا صلى الله عليه وآله كان قد جمع الذين يخالفون على أبيك علي (ع) في الخلافة ومن يوافقهم أو يحسده أو يعاديه وجعلهم جميعا في جيش أسامة وتحت رايته وحث على خروجهم من المدينة حثا شديدا زائدا على عادته لتخلو المدينة من المعارضين والمعاندين ويصفو الامر لأبيك أمير المؤمنين أو ليكون ذلك حجة له عليه السلام في الاجتهاد في منعهم بكل طريق وليظهر منهم ما يبطنونه من مخالفته بسوء التوفيق فعاد أبو بكر من جيش أسامة وفسخ بذلك ما أراد جدك محمد صلى الله عليه وآله من التوصل في الإمامة التي بها سلامة الاسلام والمسلمين وسعادتهم إلى يوم الدين، وقال للنبي (ص) ما كنت لأقف عند أسامة وأسأل عنك الركب ونفذ يلتمس عمر من الجيش، وقال أبو بكر لأسامة تأذن له في العودة إلى المدينة، فكان جواب أسامة أن عمر قد