الفصل الحادي والسبعون: وليس بغريب من قوم لم يحفظوا ألفاظ الاذان وهي تتلى عليهم في كل يوم وليلة مرات على سبيل الاعلان حتى اختلفوا في صفاتها أن يضعوا كثيرا من نصوص الإمامة مع ميلهم وحسدهم وعداوتهم إلى جحودها، وقطعهم لروايتها، وقد رأيناهم أهملوا ما هو عندهم من المهمات مثل موضع قبر عثمان وقد كان قتله من الأمور المشهورات، ومثل جهلهم بقبر عائشة التي هي عندهم من أفضل الأمهات، وغير ذلك من الأمور المهمات فكذا أهملوا النصوص على أبيك عليه السلام كإهمالهم أمثالها لأجل الحسد والعدوان.
الفصل الثاني والسبعون: واعلم يا ولدي محمد ملأ الله جل جلاله قلبك نورا ووهبك تعظيما لقدره ونعيما وملكا كبيرا، أن الأنبياء عليهم السلام ما بعث أحد منهم بعبادة الأصنام ولا عبادة شمس ولا قمر ولا نور ولا ظلمة ولا حجر ولا شجر ولا عبادة غير فاطرهم وخالقهم ورازقهم وورد النقل عنهم أنهم كانوا مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي صلوات الله عليهم كل واحد منهم كان هاديا وداعيا إليهم ومع هذا كله فإن أكثر الخلايق ضلوا عن هؤلاء الأنبياء الماضين وعبدوا غير رب العالمين فلا عجب أن تضل أكثر هذه الأمة عن واحد من جملة مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي قد وقع الضلال عنهم وادعى عليهم أتباعهم ما لم يقع منهم بل لو لم تضل أكثر هذه الأمة كان ذلك ناقضا للعادات وخلاف ما يقتضيه طباع البشر واختلافهم في الاعتقادات.