ومخالطتهم لك بغاية الامكان فقد جربته ورأيته تورث مرضا هائلا في الأديان فمن ذلك أنك تبتلي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكرات فإن أقمت بذلك على الصدق وأداء الأمانات صاروا أعدائك على اليقين وشغلوك بالعداوة عن رب العالمين وإن نافقتهم وداريتهم صاروا آلهة لك من دون مولاك وافتضحت معه وهو يراك ووجدك تستهزئ به في مقدس حضرته وتظهر خلاف ما تبطن بالاستخفاف بحرمته وأن اطلاعهم عليك كان أهم لديك من اطلاعه عليك وإن غرك الشيطان وطبعك وهواك والحب لدنياك وخيلوا لك أنك ما تقدر على الانكار والمجاهرة فقل لهم إنك تعلم خلاف ما يقولون من هذه المخادعة والمماكرة بدليل أن الذين كسروا حرمة ربك وحرمة رسوله جدك وحرمة أئمتك المعظمين بالمنكر الذي استخفوا بحرمة مالك الأولين والآخرين وحرمة الأنبياء والمرسلين وكل ولي لله جل جلاله من العارفين وهتكوا به ناموس الدين لو كانوا قد كسروا به حرمتك وحرمة من يعز عليك من الآدميين.
مثاله: أن يأخذوا عمامتك من رأسك بين الحاضرين أو أن يسلبوك شيئا قهرا من الذين بين يديك بالاستخفاف بك والتهوين ما كنت تتغافل عنهم ولا تصبر عليهم ولا تعتذر بأنك ما كنت تقدر أن تنكر عليهم بل كنت تخاصمهم لعل بنفسك ومالك وتبالغ بغاية اجتهاد مقالك وفعالك في الانتقام منهم والاعراض عنهم والانكار عليهم والتوصل في الانتصار عليهم فعلى م لا يكون كسر حرمة مولاك فاطر الخلائق ومالك المغارب والمشارق مثل كسر