بالدخول معهم والقبول منهم نهايات المأمول ولكنه خلاف ما كان عليه سلفك وعار على من دخل فيه ونقص لا يبلغ وصفي إليه ومتى رأيت من أهل عقيدتك وعقيدة آبائك الطاهرين من تعتقد له شرفا بولاية ومعونة أحد من الظالمين فينبغي أن تعرف أنه مسكين مريض القلب سقيم الدين يحتاج إلى من يحمله إلى البيمارستان ويعالجه تارة بالاحسان وتارة بالهوان حتى يفيق من سكرته ويعرف قدر مصيبته فالحق سبيل واضح واحد قد دل القرآن وجدك محمد صلى الله عليه وآله إليه ومن خرج عنه فإلى غضب الله جل جلاله وسخطه وهوانه ونيرانه والفضيحة العظمى إذا قدم عليه ولقد وجدت الأبناء يتعصبون للآباء في اعتقاد الباطل حتى تعصبوا لهم في عبادة الأصنام وقتلوا نفوسهم وعرضوا لها للاصطدام فعلام لا يتعصب أبناء القوم المسعودين في الدنيا والدين ويحفظون سبيل آبائهم الطاهرين ويمضون عليه قدما بغير تهوين ولو خاطروا في ذلك بالدنيا كلها كان مقدارها عند العارفين مقدارا هينا وما أقبح ما يأتي أحد من ذرية سيد الأنبياء في يوم الجزاء ويكون الغرباء أقرب إلى جده محمد صلى الله عليه وآله منه والعوام قد أقبل عليهم وهو معرض عنه والغلمان له قد صاروا ملوكا بالطاعة والأبناء له قد صاروا مضحكة للشيطان بالإضاعة وقد نادى بينهم مناد وهم يسمعون لمثل هذا فليعمل العاملون.
الفصل الثالث والثلاثون والمائة: واعلم يا ولدي محمد حفظ الله جل جلاله عليك دينك ودنياك وكمل يقينك وتولاك، أنه لو كان قد عرض لي عمري كله مرض الجنون أو البرص والجذام كان أسهل من الابتلاء بولايات أشوه