رضاه عنك أن الناس قد اختلفوا في التفاسير إلى حد ضيعوا المطالب وكادوا أن يغيروه ويحيروه في التدبير بما كان محكما في الآيات واستغن بنفس تنزيله المقدس عن الدلالات فذلك حياة القلوب وسعادة نجاتك من رحمة علام الغيوب وما كان متضمنا للأحكام أو لبعض من سلف من الأنام ولم يعرف المراد منها من نفس التنزيل ففيما ثبت في تفسير النبي صلوات الله عليه وآله وعترته الذين جعلهم من القرآن لا يفترقان في قليل ولا كثير شفاء للعليل وضياء للدليل، وما كان فيه من المشتبهات وطريق التحقيق فيه من المشكلات فكله إلى الله عز وجل، كما ذكرناه عن أبيك مولانا علي (ع) في خطبة كتاب (فتح الجواب في خلق الكافر) من خطبة له عليه السلام جليلة ضمناها إليه وفيما كلف الله جل جلاله العباد من مراقبته بعد معرفته ومن خدمته بعد تعريفهم بنعمته ما يشغل عقول ذوي الألباب عن كثير من علم ما لم يكلفهم إياه رب الأرباب.
وهيأ الله جل جلاله عندي عدة مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلدا فالله الله في حفظها والحفظ من أدعيتها فإنها من الذخائر التي تتنافس عليها العارفون في حياطتها وما أعرف عند أحد مثل كثرتها وفائدتها وهي باب مفتوح بينك وبين مولاك وهي سلاح المؤمن وسبيل إلى سعادة دنياك وأخراك وقد ذكرت في كتاب (المهمات والتتمات) شروط الدعوات فاطلبها من تلك الجهات.
وهيأ الله جل جلاله عندي كتبا جليلة من علم أنساب آل أبي طالب