الاجتهاد حتى تتلذذ بكل مبذول في القرب منه.
فاعلم: أنك إن وجب عليك الجهاد بين يدي من تجب طاعته عليك فهو صلوات الله عليه يعرفك وظائف الجهاد ويكفيك ويكفيني أن أكتب ما عرفني الله جل جلاله من ذلك إليك، وإن ابتليت بجهاد مع غير من يجب طاعته فإن كان فرضا عاما يخاف على الاسلام أن يذهب بيضته وتستأصل شأفته فإنك تعلم أن النفوس والرؤوس وكل ما يعز عليك من الله جل جلاله إليك فأحق مما يذل كل عزيز والدنيا كلها لواهبها وأجمل ما أنفقت ذخاير العقول في مراد جالبها ومن أحق بالأجساد والأرواح والعقول بكل ما في الوجود من الله جل جلاله الذي أنت وما في يدك صادر عن ذلك الجود فمتى دعاك إليه فإياك أن تتوقف من حمل نفسك ومالك إليه فإنك إن بخلت بها عليه في بذلها سلبها عزرائيل عليه السلام أو غيره وضاع منك شرف الخدمة بتسليمها إليه وبذلها في إعزاز دينه الذي يعز عليه.
الفصل التاسع والأربعون والمائة: واعلم يا ولدي ثبتك الله جل جلاله على طريق الاخلاص وأثبت اسمك في ديوان أهل الاختصاص أنه كان قد غلب التتار على بلاد خراسان وطمعوا في هذا البلاد ووصلت سراياه إلى نحو مقاتلة بغداد في زمن الخليفة المستنصر جزاه الله عني بما هو أهله فكتبت إلى الأمير (قشمر) وكان إذ ذاك مقدم العساكر خارج بلد بغداد وهم مبرزون بالخيم والعدد والاستظهار ويخافون أن تأتيهم عساكر التتار وقد نودي في باطن البلد بالخروج إلى الجهاد فقلت له بالمكاتبة استأذن لي الخليفة