منهما ما وقع في خيبر وغيره من الهرب وترك الجهاد وهلاك العباد.
الفصل السادس والثمانون: واعلم يا ولدي محمد حرسك الله جل جلاله من الشواغل عنه بنعمة وعافية مستمرة مستقرة منه، أن إسلام الذين تقدموا على أبيك علي عليه السلام وتزويج جدك محمد صلى الله عليه وآله إليهم وتزويجهم إليه كان على صفة يعرفها من نبهه الله جل جلاله عليها، وقد ذكر الطبرسي أحمد ابن علي بن أبي طالب في كتاب الاحتجاج وغيره أن المهدي عليه السلام ذكر أن سبب إسلامهم أنهم كانوا سمعوا من اليهودية أنه سيظهر محمد ويملك العرب والعباد وأنه يستولي على البلاد وجعلوا لذلك دلائل وعلامات فلما رأوها فيه أسلموا معه طلبا للرياسة، ووقفت أنا على كتاب دانيال المختصر من كتاب الملاحم وهو عندنا الان يتضمن ما يقتضي أن أبا بكر وعمر كانا عرفا من كتاب دانيال وكان عند اليهود حديث ملك النبي صلى الله عليه وآله وولاية رجل من تيم ورجل من عدي بعده دون وصيه أبيك علي عليه السلام وصفتهما فلما رأيا الصفة في محمد جدك صلى الله عليه وآله تبعاه وأسلما معه طلبا للولاية التي ذكرها دانيال في كتابه، ويدل يا ولدي محمد على أن الحال كما ذكره المهدي عليه السلام ودانيال (ع) من أن إسلامهما كان طمعا في الدنيا وأنهما ما طلبا من جدك محمد محاربة القبائل ولا وقفا موقفا يورث عداوة بينهما وبين الأماثل كما فعل أبوك علي بن أبي طالب عليه السلام من عداوة كل من أراد الله ورسوله عداوته من قريب وبعيد وضعيف وشديد بل سكنا سكون الفهد حتى تمكنا من الصيد فسارعا إليه وتركا جدك محمدا صلى