فخلوا عنهما يطلبان دم أبيهما. متى كان أسد وتيم أولياء بني أمية. فانقطعا عند ذلك. فقام عمران بن الحصين الخزاعي صاحب رسول (ص) وهو الذي جاءت فيه الأحاديث. وقال يا هذان لا تخرجانا ببيعتكما من طاعة (علي) ولا تحملانا على نقض بيعته فإنها لله رضا أما وسعتكما بيوتكما حتى أتيتما بأم المؤمنين فالعجب لاختلافها إياكما ومسيرها معكما فكفا عنا أنفسكما وارجعا من حيث جئتما فلسنا عبيد من غلب ولا أول من سبق. فهما به ثم كفا عنه وكانت عائشة قد شكت في مسيرها وتعاظمها القتال فدعت كاتبها عبيد الله ابن كعب النميري فقالت اكتب: من عائشة بنت أبي بكر. إلى علي بن أبي طالب. فقال هذا أمر لا يجري به القلم. قالت ولم قال لأن علي بن أبي طالب في الاسلام أول وله بذلك البداء في الكتاب فقالت اكتب إلى علي ابن أبي طالب من عائشة بنت أبي بكر. أما بعد: فإني لست أجهل قرابتك من رسول الله (ص) ولا قدمك في الاسلام. ولا غناك من رسول الله وإنما خرجت مصلحة بين بني لا أريد حربك إن كففت عن هذين الرجلين في كلام لها كثير. فلم أجبها بحرف. وأخرت جوابها لقتالها فلما قضى الله لي الحسنى. سرت إلى الكوفة. واستخلفت عبد الله بن عباس على البصرة فقدمت الكوفة وقد اتسقت لي الوجوه كلها إلا الشام فأحببت أن أتخذ الحجة وأقضي العذر وأخذت بقول الله تعالى (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين) فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه متخذا الحجة عليه فرد كتابي وجحد حقي ودفع بيعتي. وبعث
(١٨٤)