فينبغي أن يكون في هذه الأمة مثل ذلك فوافقوا على ذلك، فقلت لهم وأما أخذتم عليهم القول بالمتعة فأنتم أحوجتم الشيعة إلى صحة الحكم بها لأنكم رويتم في صحاحكم عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وسلمة بن الأكوع، وعمران بن الحصين وأنس بن مالك، وهم من أعيان الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله مات ولم يحرمها فلما رأت الشيعة أن رجالكم وصحاح كتبكم قد صدقت رجالكم ورواتهم أخذوا بالمجمع عليه وتركوا ما انفردتم به فوافقوا على ذلك، وقلت لهم وأما ما أخذتم عليه من طول غيبة المهدي عليه السلام فأنتم تعلمون أنه لو حضر رجل وقال أمشي على الماء ببغداد فإنه يجتمع لمشاهدته لعل كل من يقدر على ذلك منهم فإذا مشى على الماء وتعجب الناس منه فجاء آخر قبل أن يتفرقوا وقال أيضا أنا أمشي على الماء فإن التعجب منه يكون أقل من ذلك فمشى على الماء فإن بعض الحاضرين ربما يتفرقون ويقل تعجبهم فإذا جاء ثالث وقال أنا أيضا أمشي على الماء فربما لا يقف للنظر إليه إلا قليل فإذا مشى على الماء سقط التعجب من ذلك فإن جاء رابع وذكر أنه يمشي أيضا على الماء فربما لا يبقى أحد ينظر إليه ولا يتعجب منه وهذه حالة المهدي عليه السلام لأنكم رويتم أن إدريس حي موجود في السماء منذ زمانه إلى الان، ورويتم أن الخضر حي موجود مذ زمان موسى عليه السلام أو قبله إلى الان، ورويتم أن عيسى حي موجود في السماء وأنه يرجع إلى الأرض مع المهدي عليه السلام فهذه ثلاثة نفر من البشر قد طالت أعمارهم وسقط التعجب بهم من طول أعمارهم
(٥٥)