لهم إذا تركتم الاذن لنا في ذلك فقد حصل لنا إخلاص في النية فنخاف أن تطلبونا وقت الاذان وما كان عندنا هذا الاخلاص فلا نوافقكم على الخروج إليهم فلم يأذنوا في ذلك وكذا جرى فإنني كنت استأذنت الخليفة في زيارة مولانا الرضا عليه التحية والثناء بخراسان فأذن وتجهزت وما بقي إلا التوجه إلى ذلك المكان فقال من كان الحديث في الاذن إليه قد رسم أنك تكون رسولا إلى بعض الملوك فاعتذرت وقلت هذه الرسالة إن نجحت ما يتركوني بعدها أتصرف في نفسي إلا لا أزال رسولا وإن جنحت صغر أمري عندكم وانكسرت حرمتي واعتقدتم أنني ما أعرف القيام بمثل هذا ثم لو توجهت كان بعدي من الحساد من يقول لكم إنه يبايع ملك التتر ويجئ به إلى هذه البلاد وتصدقونه وتصير همتكم في إنفاذ من يقتلني بالسم وغيره فقال وما يكون العذر قلت إنني أستخير وإذا جاءت لا تفعل فهو يعلم أنني لا أخالف الاستخارة أبدا فاستخرت واعتذرت وقد تقدم بعض هذا الجواب فيما شرحت.
الفصل الخمسون والمائة: وأوصيك يا ولدي محمد وأخاك ومن يقف على كتابي هذا بالصدق في معاملة الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله وحفظ وصيتهما بما بشرا به من ظهور مولانا المهدي عليه السلام فإنني وجدت القول والفعل من كثير من الناس في حديثه عليه السلام مخالفا للعقيدة من وجوه كثيرة.
منها: أنني وجدت أنه لو ذهب من الذي يعتقد إمامته عبد أو فرس أو درهم أو دينار تعلق خاطره وظاهره بطلب ذلك الشئ المفقود وبذل في تحصيله