موجود على التحقيق ومعذور عن كشف أمره إلى أن يؤذن له تدبير الله الرحيم الشفيق كما جرت عليه عادة كثير من الأنبياء والأوصياء، فاعلم ذلك يقينا واجعله عقيدة ودينا فإن أباك معرفته أبلغ من معرفة ضياء شمس النهار.
الفصل التاسع والسبعون: ولقد جمعني وبعض أهل الخلاف مجلس منفرد فقلت لهم ما الذي تأخذون على الامامية عرفوني به بغير تقية لأذكر ما عندي وفيه غلقنا باب الموضع الذي كنا ساكنيه فقالوا نأخذ عليهم تعرضهم بالصحابة، ونأخذ عليهم القول بالرجعة، والقول بالمتعة، ونأخذ عليهم حديث المهدي وأنه حي مع تطاول زمان غيبته، فقلت لهم أما ما ذكرتم من تعرض من أشرتم إليه بذم بعض الصحابة فأنتم تعلمون أن كثيرا من الصحابة استحل بعضهم دماء بعض في حرب طلحة والزبير وعائشة لمولانا علي عليه السلام وفي حرب معاوية له أيضا واستباحوا أعراض بعضهم لبعض حتى لعن بعضهم بعضا على منابر الاسلام فأولئك هم الذين طرقوا سبيل الناس للطعن عليهم وبهم اقتدى من ذمهم ونسب القبيح إليهم، فإن كان لهم عذر في الذي عملوه من استحلال الدماء وإباحة الاعراض فالذين اقتدوا بهم أعذر وأبعد من أن تنسبوهم إلى سوء التعصب والاعراض فوافقوا على ذلك، وقلت لهم وأما حديث ما أخذتم عليه من القول بالرجعة فأنتم ترون أن النبي صلى الله عليه وآله قال إنه يجري في أمته ما جرى في الأمم السابقة وهذا القرآن يتضمن (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) فشهد جل جلاله أنه قد أحيا الموتى في الدنيا وهي رجعة