قبول وصيته في هذا العبد المبلغ عنه القايم بين يديك وأن يكون ممن يعز عليك ويبلغ ما هو محتاج من الله جل جلاله ومنك إليه وإليك صلوات الله وبركاته وتحياته وإقباله على آبائك الطاهرين وعليك.
الفصل الثالث والخمسون والمائة: وأوصيك يا ولدي محمد أدام الله جل جلاله إقباله عليك وكمال إحسانه إليك بما أوصاك الله به جل جلاله في نفسك والوالدين وذوي الأرحام وساير وصايا الاسلام وبالتحنن على إخوتك وأخواتك وخدمك وحشمك وأهل مودتك وما أوصاك به جدك محمد صلى الله عليه وآله ولسان حال آبائك وعترته الطاهرين وبما أوصاك به من مواهبه عليك ولديك من المروة والصفاء والوفاء وجميع صفات أهل الدين وأن تشركني في خلواتك ودعواتك وصدقاتك وتذكرني بين يدي الله جل جلاله بما يجري به جل جلاله على خاطرك عند مناجاتك وتبعث إلي بالسلام أول كل ليلة وأول كل نهار فإنه روي في الآثار أنه يبلغني ويكون من جملة المسار وجمل ذكري لحفظك جانب الله جل جلاله وسلوك سبيل سلفك الطاهرين فإنه من صفات المسعودين إذا وجدوا آباءهم وقد بنوا لهم مجدا لا يسعوا في نقضه بل يكون همتهم الاجتهاد في مراعاته وحفظه وأن يزيدوا على ذلك المجد بغاية الجهد كما قيل:
لسنا وإن كبرت أوائلنا * يوما على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا تبني * ونفعل مثل ما فعلوا وأنت يا ولدي وديعة الله جل جلاله ووديعة خاصته وفي حمى حمايته