بالمحبة لك والعناية بك في مقدس حضرته، حديث ما تحتاج إليه من كسوة تسترك بها من عيون الناظرين والقيام في خدمة رب العالمين وكيف استخدم لك في ثيابك كما استخدم لك في طعامك وشرابك فإن ثيابك إذا كانت من النبات فكل من استخدمه لك جل جلاله في الماء والخبز فقد استخدمه في الثياب وزاد عليه استخدام من يعالج إصلاحها من الحيوانات والدواب وذوي الألباب، فمن يدق الكتان ويلقط القطن ويصلحهما للنساجة ومن ينسجهما ومن يخيطهما لك ومن يحملهما إليك، فإذا أنعم الله جل جلاله بكسوة عليك فأخل بنفسك مع ربك جل جلاله وطهر جسدك وقلبك من الآثام ووسخ الذنوب بالتوبة وغسل التوبة وما يزال به دنس العيوب، وقم قائما بين يدي المطلع عليك وخذ الثياب من يد حال وجوده ومن لسان حال كرمه وجوده واذكر كيف كنت تكون لو أحضر لك السلطان خلعة قد استخدم لك فيها خواص مملكته ومماليكه وجنده وأهل معرفته وعمل فيها بيد قدرته، وأحضرك لتلبسها بحضرته ويراك كيف تعمل في شكر نعمته فكن على أقل المراتب على تلك الصفة عند لبس خلع الله جل جلاله في تعظيمها والشكر للمحسن الواهب واستبعد أن يكون زمان بني أمية تركت أموال المسلمين خالية من الشبهات وكذلك معاملة العرب ومن يهون بالمحرمات فيحسن أن تقول يا ولدي (محمد) عند لبس الثياب الجديدة (اللهم إن كنت تعلم أن فيها شيئا من المحرمات أو الشبهات فأنت المالك لأصل الحقوق والمالك لمن انتقلت إليه فأسئلك أن تجعل لكل صاحب حق فيها عوضا من فضلك يسد عني باب عدلك وألحقني
(٩٦)