الفصل الثاني والعشرون والمائة: ولقد قال لي قائل من الفقهاء فقد كانت الأئمة عليهم السلام يدخلون على الملوك والخلفاء، فقلت له ما معناه إنهم صلوات الله عليهم كانوا يدخلون والقلوب معرضة عمن دخلوا عليه ساخطة عليه بقدر ما أراد الله جل جلاله من سخطه وإعراضه عنهم، قلت فهل تجد من نفسك هكذا إذا قضوا لك حاجة أو قربوك أو وقع إحسان إليك منهم قال لا، واعترف بتفاوت الحال وأن دخول الضعفاء ما هو مثل دخول أهل الكمال.
الفصل الثالث والعشرون والمائة: ولقد كرر مكاتبتي ومراسلتي بعض ملوك الدنيا الكبار في أن أزوره في دار يتنافس في دخولها كثير من أهل الاغترار فقلت له مراسلة انظر المسكن الذي أنت ساكنه الان فإن وجدت فيه حائطا أو طابقة أو أرضا أو فراشا أو سترا أو شيئا من الأمة وضع لله جل جلاله وفي رضاه حتى أحضر، وأجلس عليه وأنظر إليه ويهون علي أن أراه.
وكتبت إليه غير مرة أن الذي كان يحملني على لقاء الملوك في بداية الاعمار التعويل بالاستخارة وقد رأيت الان بما وهبني الله جل جلاله من الأنوار والاطلاع على الاسرار أن الاستخارة في مثل هذه الأسباب بعيدة عن الصواب ومخاطرة مع رب الأرباب.
ومما يبتلى الانسان في مخالطة الناس يا ولدي محمد أغناك الله جل جلاله عن مخالطتهم بالقوة الإلهية والأنوار الربانية تنظر بها خطر شواغلهم عن الله جل جلاله بمعاشرتهم أنه يقتضي التصنع لهم في حركاته وسكناته وملبوسه وقيامه وجلوسه والاشتغال بإقامة ناموسهم عن حرمة الله جل جلاله