به، وفي رجليه جسد ميت، وحوله أموات من سائر جهاته وبعض جسده قد مات قبل ممات جسده، فقال كيف هذا فما أرى عندك ميتا، فقلت له ألست تعلم أن عمامتي من كتان وقد كان حيا لما اخضر نباتا في الأرض فيبس ومات وهذه صدرتي من قطن حي أخضر فيبس أيضا ومات وهذه (لالجتي) قد كانت من حيوان فمات وهذا حولي نبات قد كان أخضر فيبس ومات وهذا البياض في شعر رأسي وشعر وجهي قد كان حيا بسواده فلما صار أبيض فقد مات وكل جارحة لا استعملها فيما خلقت له من الطاعات فقد صارت في حكم الأموات فتعجب من هذه العظة وصحيح المقالات فليكن على خاطرك يا ولدي أمثال هذه العظات.
الفصل السابع والمائة: ثم تذكر يا ولدي محمد عمر الله جل جلاله قلبك بمكاشفته وجلال نعمته ومراقبته وما أنت محتاج إليه في ساعة تشريفك بالبقاء لخدمته غير ما ذكرناه فإن اللسان والقلم والانسان يعجز، أن يحرز جميع معناه بل كلما احتجت إليه على التفصيل فاذكر عند حاجتك إليه أنه هدية من مولاك الجليل فانظر إلى الهدية بتعظيم واهبها واشكر جالبها جل جلاله تحتاج إلى غلام أو جارية تغنيك بخدمتها على التفرغ لطاعة مولاك وخدمته فلا تشغل بذكر الغلام والجارية والشفقة عليهما من سيدك ومولاك المحسن إليك وإليهما وتذكر أنه ما كان في مقدورك أن تخلقهما ولا تخلق ما يحتاجان وتحتاج إليه أنت من ثمنهما وتذللهما لطاعتك ومؤنتهما وحسن رعايتهما ولا أن تمضي إلى بلاد الكفر فتنهبهما ولا أن يكونا من أمة جدك محمد صلوات الله